الخميس، 16 فبراير 2012

كسنجر سوف يستفيق العرب على مجزرة رهيبة





نقلاً عن مقال بالاهرام
الحرب العالمية الثالثة بقلم رانيا حفني
رابط المصدر http://www.ahram.org.eg/804/2012/02/10/59/130315.aspx
بعد سنوات من العزلة السياسية، أدلي هنري كيسنجر, مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق موْخرا بحوار لجريدة “ديلي سكيب” الأمريكية يفيد بأن كل ما يحدث الآن يمهد لحرب عالمية ثالثة شديدة القسوة لن يخرج منها سوي منتصر واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظره.




تصريحات كيسنجر ليست بهذيان لرجل عادي علي اعتاب التسعين...ولكنه كلام لداهية سياسية يجب أن نحلله جيدا ونأخذه بجدية شديدة.

فقد أشار كيسنجر الي أن ما يجري حاليا هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة, التي سيكون طرفاها روسيا والصين من جهة الشرق...والولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من جهة الغرب... وستكون حربا كونية شرسة لا يخرج منها سوى منتصر واحد. فقد تركت واشنطن الصين تضاعف قدراتها العسكرية.. وتركت روسيا تتعافي وسمحت لهما باستعادة هيبتهما المفقودة. وأكد ان مراكز القوة في الولايات المتحدة خططت لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط بهدف الاستفادة من ثرواتها الطبيعية والنفطية... وأن الفيالق العسكرية الأمريكية حققت هذه الأهداف تقريباً وربما هي الآن في طريقها نحو تحقيق ما تبقى من الأهداف المؤجلة..ولا يتبقي لهم سوي حجر واحد يتمثل في ايران. وبالتأكيد لن يقف كل من الدب الروسي ولا التنين الصيني كمتفرجين وعندئذ ستقع الحرب العالمية الثالثة. مما يقودنا الي عقيدة هرمجدون.

عقيدة هرمجدون هي التعبير الشائع الذي يتم استخدامه بديلا عن كلمتين هما “ هار “ و “ مجدو “ ومعناهما جبل مجدو في فلسطين... وهو تل أثري يقع شمال ارض اسرائيل / فلسطين شهد أعمالا حفرية متواصلة خلال القرن الأخير.

وتذهب عقيدة هرمجدون بناء علي بعض التفسيرات للعهد القديم أنه عند موقع هذا الجبل ستقوم معركة كبري نهائية يتم القضاء فيه علي مئات الملايين من جنود الشرق الذين يريدون تدمير اسرائيل وأن ذلك سيأذن بعودة المسيح مرة، ثم يحكم المسيح العالم ويسود السلام بعد ذلك. وهو بالفعل ما تخطط له امريكا باستهدافها للشرق الأوسط ككل. وهذا بالطبع ليس بخزعبلات وحكايات خرافية عفي عليها الزمن...فلقد كشفت المكالمات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي السابق بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك...محاولة بوش إقناعه بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق للقضاء على (يأجوج ومأجوج), الذين زعم إنهما ظهرا في الشرق الأوسط تحقيقا لنبوءة وثنية قديمة وردت في الكتب المقدسة.

فيأجوج ومأجوج ....ورد ذكرهما في سفر «التكوين» حيث تم الأشارة الي انهما سيقودان جيوشا جرارة لتدمير إسرائيل لمحوها من الوجود.. وعندئذ ستهب قوة عظمى لحماية اليهود..في حرب يريدها الرب.. وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة.

ولا يقتصر الحديث عن الصراع الشرق الأوسطي وخلفياته وامكانيات حلوله في الولايات المتحدة على الجانب السياسي فحسب. فالكنيسة الأنجيلية ترى في الصراع الحالي بداية “نهاية العالم”، كما يجد أعضاءها في مساندتهم لإسرائيل تعجيلا بالنهاية كما تم التنبؤ بها في الإنجيل. يذكر انه في عام 1984 أجرت مؤسسة يانكلوفينش استفتاء ظهر منه أن 39% من الشعب الأمريكي أي حوالي 85 مليونا يعتقدون في تفاسير الإنجيل التي تتناول تدمير الأرض بالنار قبل قيام الساعة بحرب نووية فاصلة ...وبالتالي لا عجب ان نرى بوش يقول على حرب العراق أنها أمر الله!!!!!.

ونعود لتصريحات كيسنجر والتي لخصها في الآتي: * إنّ إيران في صلب الحرب، ولن تنجو روسيا والصين من آثارها المدمرة.

?* إنّ أمريكا تحديدا والغرب على العموم، رتّبوا لهذه المواجهة مبكرا، وإنّ جاهزيتهم لخوضها في الذروة، تعبئة بشرية او تكنولوجيا تسليحية مدمرة.

?* في صلب التهديد تحضر “إسرائيل” ومصالحها وتأمين مستقبلها، مثلما تحضر إرادة إعادة أمريكا كقوة عالمية مهيمنة!

كل ما سبق يستحق التأمل والتفكير جيدا فعلي الدوام كان اشتعال النار من مستصغر الشرر. والسوءال هو....ماذا أعدّت أقطار العرب، لردّ الموت الكبير الذي يبشّرهم به كيسنجر؟.



و اختتم كلامي بقولة تعالي :

يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب:63] ، وقال سبحانه وتعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا [النازعات:42-46]. ..